Saturday, March 11, 2006

My lecture at the Sackler Museum (Harvard)



I gave a lecture two weeks ago in the annual meeting (Majlis) of the Historians of Islamic Art (HIA) that was held at the Sackler Museum (Harvard University). The lecture, "On the meaning of 'copying' maps: The case of Islamic maritme cartography", debates one of the hundreds of problems I'm discussing in my ongoing PhD dissertation. I wrote an article on Arabic about the Majlis of HIA (now it will be called HIAA that is adding Association at the end) including some notes about the four lectures that were given there. The article appeared last thursday (Marsh 9th) in the Tunisian newspapaer Essahafa. And here is the original version of the article (that is with English transcription of some names):

في "مجلس" جمعية "مؤرخي الفن الإسلامي": ورقات و معارض في تاريخ الفن و العمارة الاسلامية

طارق الكحلاوي
باحث تونسي في تاريخ الفن الاسلامي—جامعة بنسلفانيا (الولايات المتحدة)
جمعية "مؤرخي الفن الإسلامي"
تمثل جمعية "مؤرخي الفن الاسلامي" أو "هيا" (مختصرة) (Historians of Islamic Art-HIA) إطارا فريدا للعاملين في مجال تاريخ الفن و العمارة في العالم الاسلامي. و قد تأسست "هيا" سنة 1982 من قبل مجموعة من المختصين في هذا المجال و تحديدا من المقيمين في الولايات المتحدة و كندا من أساتذة جامعيين و حافظي متاحف و باحثين شبان حيث كانت تُسمى في البداية جمعية "مؤرخي الفن الاسلامي الشمال أمريكيين" (North American Historians of Islamic Art) و قد لعب الباحث المعروف أولق قرابار (Oleg Grabar) دورا مهما في تأسيسها خاصة أن الكثير من أعضائها المؤسسين كانوا من بين طلبته الأوائل. غير أن الاتساع التدريجي لأعضاء الجمعية بما في ذلك من العاملين في هذا المجال من خارج أمريكا الشمالية أدى الى تغيير اسمها، ليقع التخلي عن التخصيص على أمريكا الشمالية، كما أصبح هناك مقعد في مكتبها المسير مخصص للأعضاء من غير العاملين في هذا المجال الجغرافي. و تعقد "هيا" سنويا "مجلسا" (Majlis) تتيح فيه لعدد من الباحثين الشبان من أعضائها و خاصة من بين الذين في مرحلة إعداد رسالة الدكتوراه لتقديم ورقات في الاختصاصات التي يعملون فيها و يلي كل ورقة نقاش يجمع أعضاء "هيا" من بين جميع الأجيال و هو ما يسمح بتنشيط التفاعل بين باحثين من جامعات و مؤسسات و أعمار و اختصاصات متنوعة. و يتم عقد "مجلس" الجمعية في إطار مؤتمرات علمية جامعة و خاصة المؤتمر السنوي الأهم لمؤرخي و نقاد الفن في أمريكا الشمالية بشكل عام و الذي تنظمه سنويا "الجمعية الجامعة للفن" (College Art Association). و يتيح ذلك الالتقاء مع باحثين في تاريخ الفن في مجالات جغرافية أخرى غير العالم الاسلامي و هو ما يثري وسائل تحليل معطيات الفن الاسلامي (يمكن العثور على معطيات اضافية حول الجمعية في الموقع الالكتروني التالي: http://www.historiansofislamicart.org).

"مجلس" 2006
تم تنظيم "مجلس هيا" لسنة 2006 بالتوازي مع انعقاد المؤتمر العلمي السنوي الرابع و التسعين لـ"الجمعية الجامعة للفن" في مدينة بوسطن (Boston) بين 22 و 25 شباط/فبراير الجاري و تحديدا في اليوم الأخير و ذلك في متحف ساكلر (Sackler Museum) و الذي يحتوي على مجموعة من القطع الفنية و المخطوطات الاسلامية المميزة و ينضوي في إطار جامعة هارفارد. و ترأس "مجلس" هذه السنة و سير النقاش رئيس الجمعية المتخلي ستيفانو كاربوني (Stefano Carboni) حافظ مجموعة القطع الاسلامية في متحف المتروبوليتان في نيويورك. و تم في هذا الاطار تقديم أربعة ورقات في مواضيع متنوعة. الورقة الأولى كانت من إعداد الباحثة في جامعة بنسلفانيا يايل رايس (Yael Rice) بعنوان "من مكتبة برين مور: اكتشاف جديد لـ"خمسة" من شيراز من أوائل القرن الخامس عشر"، و تتعلق بتقديم لمخطوط نادر من مجموعة مخطوطات لمكتبة معهد برين مور (Bryn Mawr)، الكائنة في ضواحي مدينة فيلادلفيا، و التي لم تكن معروفة في العادة باحتوائها لمخطوطات اسلامية مميزة، و هذا ليس إلا مؤشر آخر على مدى توزع المخطوطات الاسلامية النادرة عبر العالم بما في ذلك حتى في مكتبات صغيرة نسبيا. و "الخمسة" هي مجموعة شعرية من خمسة فصول للشاعر الفارسي الكبير "نظامي" (توفي سنة 1209 ميلادي) و تتميز بأن أكثر المخطوطات المنقولة منها مصورة و هي من النماذج الأساسية على تاريخ التصوير الفارسي. و يتميز مخطوط برين مور بحجمه الصغير جدا و الذي يجعله من صنف "كتب الجيب" و هو مثال غير رائج كما أنه غير متوقع بالنسبة لمخطوط ضخم مثل "خمسة". و تؤرخ رايس المخطوط على أساس طراز التصوير تحديدا بفعل غياب أي إشارة لتاريخ صنعه، و هي ترجح رجوعه الى أوائل القرن الخامس عشر. غير أن النقاش الذي تلى تقديم الورقة أشار الى إمكانية رجوعه أيضا الى فترات متأخرة بما في ذلك القرن السادس عشر. و أشار البعض الى أهمية التركيز على دراسة البالوغرافيا (علم الخط) و التي يمكن أن تساعد على تأريخ العمل. و أجمع الحاضرون على أهمية المخطوط خاصة بسبب تميز حجمه و أهمية مقارنته مع مخطوطات لمؤلفات أخرى من صنف "كتب الجيب".
الورقة الثانية كانت من تقديم كاتب هذا المقال، طارق الكحلاوي (Tarek Kahlaoui) من جامعة بنسلفانيا، و كانت بعنوان: "في معنى "نسخ" الخرائط: مثال الخرائط البحرية الإسلامية". و تناول فيها بالتحديد خمسة أطالس بحرية (Martime Atlases) من النصف الثاني للقرن السادس عشر، اثنين منهما من صناعة علي بن محمد الشرفي الصفاقسي و ثلاثة من إعداد صانعي خرائط عثمانيين من اسطنبول. و ناقش الكحلاوي الدراسات المحدودة لهذه الأعمال و التي ركزت على كونها إما كليا أو جزئيا "نسخا" من نوع الاطالس البحرية الأوروبية و التي ظهرت تحديدا منذ بداية القرن الرابع عشر، و هو ما اعتبره الباحث رؤية تندرج ضمن رؤية عامة "وضعية" مبالغ فيها تهيمن على ميدان تاريخ الخرائط البحرية بشكل عام و التي ترى كل خريطة كأنها مجرد "نسخة" لخريطة سابقة. و اتجه الباحث الى التركيز على المعطيات المرئية للنماذج الإسلامية ليوضح أن الأطالس العثمانية تعكس رؤية "غير بحرية" من خلال تركيزها على المجال البري، في حين لا تمثل أعمال الشرفي لا تكرارا لنماذج أوروبية و لا لنماذج إسلامية بل هي تشكيل جديد ضمن مشروع مميز في صنف الأطالس البحرية كما أنه يندرج من ناحية بنيته ضمن تقاليد صناعة المخطوط أكثر منه ضمن صناعة الأطلس البحري الذي له مميزات كوديكولوجية خاصة به. و في الحالتين فإن صانعي الخرائط المسلمين لم يكونوا "ينسخون" بقدر ما كانوا "ينقلون" عن أعمال سابقة ضمن رؤاهم و حاجاتهم المميزة. و وافقت المداخلات التي تلت على أطروحة الورقة و خاصة على أهمية إعادة قراءة الأطالس البحرية الإسلامية بما أنها نماذج مهملة للثقافة البصرية الإسلامية في ظرفية مميزة مثل القرن السادس عشر. و نظرا لتوالي المداخلات و كثرتها اضطر رئيس الجلسة الى وقف النقاش حول الورقة الثانية و الدعوة الى متابعته خارج الجلسة الرسمية و تم الانتقال الى الورقة الثالثة و التي كانت من تقديم سيمة أختار (Saima Akhtar) الباحثة من معهد ماساسوسيتش للتكنولوجيا بعنوان: "جواهر من الشرق: إعادة تعريف الفن الإسلامي من خلال عيون دوريس دوك". و تناولت فيها مجموعة من القطع الفنية و الصور و الملاحظات الشخصية للأمريكية دوريس دوك (Doris Duke) و التي كانت مغرمة بالفن الاسلامي خاصة خلال إقامتها الطويلة في الهند. و تشير المعطيات المتوفرة في أرشيف دوك المحفوظ خاصة في نيوجرسي لإعجابها بالطابع الصوفي الغالب على المعطيات التي شاهدتها و الى انجذابها الى الطابع الزخرفي المجرد و الذي يميز نماذج معمارية أو محمولة. و اتجه النقاش الموالي الى لفت الأنظار الى طابع الهواية الذي يميز هذه المجموعة الفنية و ضرورة دراسة طريقة تنظيمها و تصفيفها. الورقة الرابعة و الأخيرة كانت من إعداد الباحثة باميلا كريمي (Pamela Karimi) من معهد ماساسوسيتش للتكنولوجيا بعنوان "إعطاء معنى للفن: مجلات الفن الايرانية في مرحلة ما بعد الثورة و البحث عن رؤية جديدة (1982-1989)". و تعرضت فيها للتناول الاسلامي الإيراني لوظيفة الفن في "المجتمع الجديد"، و خاصة الى انخراط عدد من الساسة الإيرانيين الكبار بشكل مباشر في التنظيرات الجديدة. و كان من الرؤى الملفتة في هذه المرحلة المتوترة تشبيه المبنى المعماري بالمرأة المسلمة و من ثمة دعم الاتجاه المعماري الذي لا يركز على الجمالية الخارجية للمبنى بقدر ما يركز على وظيفيته و في هذا الإطار يأتي "تغليف" المباني المعمارية في طهران خاصة بالجداريات الضخمة للقيادات الروحية و السياسية. غير أن هذا التوجه توازى مع اتجاه آخر في الواقع المعماري، و لو أنه لم يجد الكثير من التنظير في الدوريات و المجلات الفنية، أكثر تعلقا بالعمارة الغربية المعاصرة حتى أنه أعاد إنتاج نماذج مستنسخة عن مباني معروفة في الغرب مثل "الكرايسلر بلدينغ" في مدينة نيويورك. و اتجه النقاش الى الاشارة الى أهمية الزخم الايديولوجي في الفترة المبكرة من الثمانينات أكثر منه في أواخره و أن النخبة البيروقراطية المشرفة على سياسات التعمير كانت في اتجاه آخر غير الاتجاء الايديولوجي الرسمي خاصة في ظل الضغوطات السكانية الهائلة مع الاتساع الكبير لسكان مدينة مثل طهران.
و في آخر "المجلس" تم منح جائزة شفشينكو (Sevchenko Prize) لأفضل مقال كُتب في الفن الاسلامي في هذه السنة الأكاديمية و ذلك للأستاذة حديثا بجامعة انديانا، و الزميلة في جامعة بنسلفانيا سابقا، كرستي قروبر (Christie Gruber) و ذلك على مقال مأخوذ من رسالة دكتوراه حول التعبير المرئي لحادثة "الاسراء و المعراج". و تلى ذلك إعادة توزيع المسؤوليات في الجمعية من خلال انتخاب مكتب تسيير جديد للسنتين القادمتين حيث تم اختيار أستاذة الفن الاسلامي في جامعة بنسلفانيا، و أستاذتي المشرفة، ريناتا هولود (Renata Holod) كرئيسة جديدة للجمعية.

معرضي "اللوحة و القلم" و "جنتيلي بليني و الشرق"
على هامش "مجلس" جمعية "مؤرخي الفن الاسلامي" تم افتتاح و زيارة معرض بعنوان "اللوحة و القلم" (The Tablet and the Pen) في رواق الفن الاسلامي في متحف ساكلر و الذي سيتواصل حتى 23 يويلو القادم. و أعد المعرض كل من الباحثتين في قسم تاريخ الفن بجامعة هارفارد لادن أكبرنيا (Ladan Akbarnia) و شنشل دادلاني (Chanchal Dadlani) و ذلك بمساعدة أستاذ تاريخ الفن بجامعة هارفارد دافيد روغسبورغ (David Roxburgh) و ماري ماكويليامس (Mary McWilliams) حافظة المجموعة الاسلامية بمتحف ساكلر. و يركز المعرض على مسألة في غاية الأهمية و هي مسار عملية الرسم (painting) و تحديدا المرحلة الأولية منه أي التصوير (drawing) و ذلك من خلال سكتشات (sketches) التي وقع حفظها خاصة في ألبومات فارسية و عثمانية و مغولية تم تداولها عبر أجيال متعاقبة من الرسامين المسلمين و كانت الحامل الرئيسي لأنماط محددة يتم تنتقلها بينهم. و لعبت هذه الألبومات دور الذاكرة المرئية و لكن أيضا مجالا للتجريب الفني خاصة في القرنين السادس عشر و السابع عشر، و كيف كانت هذه السكتشات وسيطا لانتشار أنماط مرئية مشتركة ليس فقط ضمن رسوم المنمنمات بل أيضا ضمن مجالات أخرى مثل صناعة النسيج و المعادن. من جهة أخرى زار المشاركون في "المجلس" في اليوم السابق لانعقاده معرضا بعنوان "جنتيلي بليني و الشرق" (Gentili Bellini and the East) و ذلك في متحف ايزابيلا ستيوارت قاردنر (Isabella Stewart Gardner Museum) في بوسطن و الذي يتواصل حتى 26 مارس القادم. و يتناول المعرض التقاطع بين أحد أهم رسامي النهضة الايطالية المبكرة جنتيلي بليني، و الذي ينتمي لعائلة عريقة مثلت مدرسة أساسية في عصر النهضة و تحديدا في مدينة البندقية، و الاهتمام العثماني خاصة من قبل السلطان محمد الفاتح (1451-1481) بأعمال رسوم الوجه (portraiture) و التي كانت مجالا ابداعيا أساسيا في رسوم عصر النهضة. و أدى هذا التقاطع الى قيام بليني بسلسلة من الرسوم لشخوص عثمانية بما في ذلك أشهرها على الاطلاق رسم وجه للسلطان محمد الفاتح. و عكس ذلك انفتاح النخبة العثمانية الحاكمة على المناهج الفنية الجديدة و الدور الخاص الذي لعبته مدينة البندقية في هذا التقاطع. و كان المعرض محور ندوة الخريف (Fall Seminar) لعضوة جمعية "مؤرخي الفن الاسلامي" و أستاذة كرسي الأغا خان للفن الاسلامي في جامعة هارفارد قولرو نجيب أوغلو (Gülru Necipoglu).

1 Comments:

At 7:31 PM, Blogger Tarek طارق said...

Thanx... The poetical selections are great by the way!

 

Post a Comment

<< Home