Sunday, February 26, 2006

Aljazeera.net publishes a shorter version of my article

A shorter version of my article on the Prophet's caricatures has appeared in aljazeera.net but unfortunately with some mispellings made by the editor of aljazeera website. I don't see the relevance of the accompanying picture too. Besides it's a bad "painting". Anyhow another publication after the publication of the longer version in al-Quds al-Arabi, Middle East Online, and Essahafa.

3 Comments:

At 5:02 PM, Blogger Sofiane Reguigui said...

سلام
قرأت مقالكم الجدي والجيد حول « التصوير كوسيط لخطاب الكراهية » ( موقع الجزيرة) واني اتفق معك في جل ( ان لم يكن كل ) ما ورد فيه من أفكار وجل ما انتهيت اليه من نتائج .
غير اني الاحظ بكل لطف ان التركيز الكبير على ما يُضْمِرُه هذا الخطاب من كراهية ثابتة وربما مُتزايدة ( بعد 11/09/2001) واضفاء طابع علمي عليها (من خلال دعمها بحجج تاريخية ومُتعددة) قد لا يخدم الدقة المنشودة بل اني اعتقد ان التركيز المُبالغ فيه على جانب وحيد من هذا الموضوع ( كره الغرب للعرب وللمسلمين ) يخدم الأطراف المُتطرفة في كلا الجانبين ( الغربي والاسلامي ) ولا يقدم النقاش العام.
اضافة الى ان مثل ذلك التركيز يسجن نفسه في خطاب الدفاع عن النفس فينهل من نظرية المؤامرة ويسقط حجج تاريخية على سياق سياسي مُعين ( وعموما فالحجج التاريخية يمكن ان تدعم أي شيئ وخاصة خطاب اللاتسامح واللاعقلانية ) ويقدم تفسيرات لاحقة ( ما اسهل تفسير الظواهر بعد حدوثها ! ) لتجنب طرح الأسئلة التي تهم المستقبل والنقد الذاتي.

فأيهما اهم : كراهية بعض الغربيين المتطرفين ( وهم أقلية ) لنا ام كراهية أغلبية المسلمين للحداثة ولقيمها ؟ وايهما اخطر جهل الغرب بثقافتنا ام جهل أغلبية العرب بكل شيء تقريبا ( من كتابة وقراءة لغتهم الى فهم دينهم ومن تحديد مصالحهم وحلفائهم الى تحديد مصيرهم واولوياتهم...)؟ وايهما اجدر بأن يكون موضوع نقاش عام : الأوضاع المزرية للأمية والبطالة والفقر والجهل والحرمان والفساد وغياب الرعاية...وغير ذلك مما أشارت الى بعضه تقارير التنمية العربية ام بعض كاريكاتورات ؟ ايهما اكثر اهانة النفط ام الصور ؟....الخ.
واي حرية هذه التي تسمح للعرب بنقد الدانمارك وشتمها ( حكومة وشعبا ) وحرق علمها ومقاطعة بضائعها وتمنع عنهم الحديث عن أوضاعهم ؟ اين المجتمع المدني العربي في هذه القضية تحديدا ؟ ولماذا تنوب عنه حكومات ومؤسسات يعلم الجميع مدى تخلفها وافتقادها لأي شرعية او تمثيلية ؟
لا اعتقد ان المسألة قضية علمية حتى نعود بها الى مخطوطات من القرون الوسطي ...القضية ابسط وأوضح بكثير اذ هنالك غليان وشعور بالإهانة معروف الاسباب وقد اطنبت مختلف الصحف والاقلام الجادة في شرحه وتفصيله. وفي هذا المجال أحيلكم على ما كتبه مختصون مثل Olivier Roy ومثقفون مثل رجاء بن سلامة وحتى إسلاميون مثل طارق رمضان حول الموضوع.
انت تقول حرفيا ان الخلفية الخاصة للصحيفة ..لا تعبر في الجوهر عن رؤية حداثية بل عن خط ورؤية ما قبل حداثية تمثل تواصلا لتقاليد قروسطية عريقة في اوروبا المسيحية" طيب وماذا تمثل الخلفية والممارسات المادية المتهورة لمن احتجوا على هذه الرسوم؟.
... انا أوافقك ولكن الا ترى معي ان ما يهدد المجتمعات العربية اليوم وما هو اخطر من التعصب الغربي هو التعصب العربي الإسلامي ؟
كيف تدين الكراهية الغربية المتزايدة وتتجاهل الكراهية والحقد الذي تعبر عنه وردود فعل عنيفة وفظيعة ومتعددة صدرت عن جماهير عديدة وبدعم من حكوماتها ؟ اليس من الموضوعية نقد التعصب ايا كان مأتاه ورفض العنف وكل رغبة في المنع ؟
سيدي وانت المختص ماذا لو حفرت شخصيا في مخطوطات التعصب العربي الإسلامي وما في تراثنا من فصول حقد وكراهية وعنف ودماء وتصفيات وتنظير رهيب للاتسامح ؟
اعتقد ان اهم شيئ هو نقد وتحليل الاتجاهات ( tendances ) فهل نحن كعرب ومسلمين نتجه لمزيد من التفتح والتسامح والعقلانية والفصل بين الدين والشان العام ام الى العكس من ذلك؟
وهل ان الغرب ( حتى من خلال هذه الرسوم والردود الغربية عنها تأييدا وشجبا ) يتجه الى مزيد من التسامح والتحرر ام الى مزيد من الكراهية والحقد واللاتسامح ؟ هل ان الغاء الاشارات الدينية من مقدمة الدستور الأوروبي دليل تسامح ام تعصب ؟
هل ان ما ينعم به المسلمون في الدنمارك من حرية وكرامة يمكن ان يقارن بوضع الاقباط في مصر ( وهم ابناء البلد وليسوا من أصول أجنبية ) حتى لا نذكر وضع التسامح الديني في السعودية ؟
ملاحظة حول تطور التسامح والكراهية يمكن الرجوع الي
la question de la tolérance en occident et en islam à travers le livre de yves-charles Zrka et CYNTHIA FLEURY: difficile tolérence

http://asterion.revues.org/document438.html?format=print

http://assr.revues.org/sommaire1030.html

 
At 8:57 PM, Blogger Tarek طارق said...

سلام
أنا سعيد بهذا التفاعل
حسنا دعني أدخل مباشرة في مناقشة النقاط التي أشرت اليها:
أولا، كما أشرت و كما يفترض أنك قرأت في عنوان المدونة فالمقال الذي ظهر بالجزيرة نت كان "صيغة مختصرة" لمقال أطول من المفترض أيضا أنك رأيت الرابط له على القدس العربي و الميدل ايست اون لاين و جريدة الصحافة التونسية. مقال الجزيرة نت كان بصيغة مختصرة لأن الجزيرة نت لا تنشر مقالات تفوق 1500 كلمة و لهذا كان على الاختيار في ظرف وجيز إما إعادة كتابة المقال كليا أو اقتطاعه و بالتالي اخترت الحل الثاني لأسباب لوجستية لا غير
ثانيا، مسألة أنه "صيغة مختصرة" أساسية لمناقشة النقاط التي أثرتها لأنه إذا قرأت الصيغة الأصلية للمقال كما ظهرت على القدس العربي و الميدل ايست أون لاين و جريدة الصحافة و هذا من المفترض أن تقوم به قبل القيام بنقد للمقال خاصة أني وضحت ذلك و وضعت الرابط على المقال الأصلي. حسنا لماذا أؤكد على ذلك؟ لأن هناك ناقشت في جزء كامل مسألة جهل الكثير من العرب و المسلمين بأن التراث الاسلامي البصري يحوي الكثير من الأمثلة الدالة على تصوير المسلمين للرسول. ناقشت ه>ه المسألة لأن هناك سوء فهم في هذه الأزمة حيث يعتقد البعض خاصة من المسلمين أنه من المحرم دينيا بشكل مطلق تصوير الرسول دع عنك الاساء اليه عن طريق التصوير

ثالثا، بالاضافة الى هذا الجزء أشرت أكثر من مرة الى أن المشكل موجود في الطرفين، و هو الأمر الذي من المفترض أنك قرأته. في المقدمة مثلا أقول "ولولا أن جزءا من الرفض العربي والاسلامي يتجاهل أولوية القانون وحرية النشر في المجتمعات الديمقراطية خاصة حينما تتم مطالبة الأنظمة السياسية الأوروبية مصادرة الصحف ولا يعمل في المقابل على استصدار قوانين تنص بشكل واضح على تجريم الخطاب العنصري ضد الاسلام والمسلمين كما حدث بالنسبة لليهودية واليهود في غالبية الدول الغربية." ثم أواصل القول "إن المشكل الأساسي الذي بدأت تزيح عنه الأحداث المتوالية الستار أن التهديد بنشوء حرب دينية قروسطية لا يأتي فقط من مجتمعات لازالت في ضفاف التجربة الحداثية بل أيضا من مجتمعات ساد الاعتقاد بأنها حققت الشروط النهائية لاستكمال المشروع الحداثي. غير أن رد (أو ردود؟) العالم الاسلامي مناسبة مهمة لفهم المفارقة الكبيرة المتمثلة في التباس حق الدفاع عن النفس ورد الخطاب العنصري بواقع غموض ماهية "النفس" هذه بسبب غياب مجال وامكانية النقاش حولها. وهذا الالتباس له علاقة قوية بالتباس آخر وهو القائم بين رد قيمة قروسطية مثل الخطاب العنصري وتبني خطاب مماثل كأسلوب في الرد أو عدم الاعتراف بحق حرية التعبير جملة وتفصيلا كرد "ثأري" على موقف الطرف المقابل." في الخاتمة أيضا أقول: "في المقابل على الأقليات المسلمة تفهم طبيعة المجتمعات التي يعيشون فيها وأن جدة وجودهم هناك تفرض عليهم رؤية مرنة لا تفرط في الحقوق ولا تسكت على أي تهجم معادي أو تمييز ولكن أيضا لا تنتقل الى الانغلاق واستعداء الجميع. وعموما من البديهي أنه ليس ولن يكون أنجع سبيل لمواجهة خطاب الكراهية من خلال إعادة انتاج خطاب كراهية تعميمي مماثل وبالتالي من الضروري دائما التفريق بين خطاب الدفاع عن النفس وحق كره الكارهين وخطاب تعميمي يجعل مثلا من أي دانماركي مسؤول مباشرة عما نشرته صحيفة "جيلاند بوست". وعموما لا يبدو أن ذلك سيكون مفيدا للأقليات المسلمة في أوروبا بما في ذلك المقيمة في الدانمارك." بالمناسبة جزء من المقدمة و الخاتمة وقع اقتطاعه في النسخة المختصرة من قبل هيئة تحرير الجزيرة نت و ليس من قبلي

رابعا، و هنا أنتقل الى مسألة أخرى تطلب مني التركيز على مسألة "رفض المسلمين للحداثة كجزء من المشكل" المشكل هنا أن لكل مقام مقال، فالموضوع المطروح هنا ليس ناتج أساسا من مبادرة اسلامية بل من مبادرة دانماركية محافظة، و سيكون من غير الدقيق تبرير الرسوم الدانماركية من خلال ممارسات المسلمين. يذكرني ذلك بطرفة كنا نتناقلها في تونس حول اصرار البعض على مناقشة كل موضوع من زاوية "التحول" كسبب لكل شيء... على كل ذلك موضوع آخر ليس هنا مجاله. و لست هنا في موقع لأدلل على تمسكي بالقيم الحداثية و لكن ذلك واضح على ما أعتقد في المقال و لست في وارد البرهنة علية

خامسا، يبدو لي أن هناك رؤية يصر عليها البعض من العرب و المسلمين و أعتقد أنك تميل بعض الشيئ الى هذه الرؤية، و هي التي ليست مدركة حقا لازدواجية مسألة الانجذاب ما قبل الحداثي أي وجود هذا الانجذاب ليس في المجال الاسلامي فحسب و هو ما أشير اليه كما ذكرت أعلاه بل أيضا في المجال الغربي، و أعتقد أن هنتنغتون يوضح هذه النقطة بدون أن يقصد و هو ما أشرت اليه في المقدمة الأصلية. أعتقد أن هذه الرؤية و يمثل أقصى تجلياتها مثلا البيان الأخير الذي وقعه سلمان رشدي و تسليمة نسرين لديها رؤية ذات بعد واحد تطرحها بغض النظر عن خصوصية كل مسألة و هي رؤية ل تختلف على ماأعتقد عن الرؤية الأخرى المقابلة، أعتقد أن هذه الرؤية متوترة

سادسا الرؤية الأخرى ذات البعد الواحد هي الرؤية ما بعد الكولونيالية 0فرانز فانون و ادوارد سعيد0 و هي تحمل الغرب بشكل عام و ميكانيكي كل المشكل بشكل دائم و قد خضت نقاشا عاصفا في أحد اللقاءات هنا مع أحد المدافعين على هذه الرؤية و ذلك في لقاء حول الرسوم الدانماركية أنظر: http://arts-of-islam.blogspot.com/2006/02/enough-with-one-dimensional-post.html

أخيرا سألقي هذه الجمعة محاضرة بالانجليزية في متحف فيلادلفيا للفن أمام المكتب الممول للمتحف محاضرة حول الموضوع و سأنشر رؤيتي مع أستاذتي المشرفة في مقال مشترك بالانجليزية في فترةو قريبة من الان

أريد أن أشكرك على ملاحظاتك و مرة أخرى أؤكد على سعادتي بمناقشة هذه الأمور معك و أتمنى لك في المقابل التوفيق في كتاباتك

 
At 5:10 AM, Blogger Sofiane Reguigui said...

tunis 8/04/2006
« Il est plus facile d’interdire de voir que de permettre de penser. On décide de contrôler l’image pour s’assurer du silence de la pensée et puis, quand la pensée a perdu ses droits, on accuse l’image de tous les maux sous prétexte qu’elle est incontrôlée. » L’image peut-elle tuer ? Marie-José Mondzain.Ed. Bayard. 2002


الصديق طارق
أشكرك على ردك السريع والواضح واعتذر عن تأخر إجابتي.
أجد مقالكم المنشور بجريدة « القدس العربي » اكثر توازنًا من ذلك المشور بـ « الجزيرة نت » غير انهما ينطلقان من نفس الفرضيات ويعتمدان نفس المنهجية.
أهم ملاحظاتي كانت حول :
· خطورة استغلال الموضوع ووتضخيمه وتسييسه بشكل مبالغ فيه
· سلبيات التركيز على « كراهية » بعض الغربيين (وليس الغرب ) للعرب والمسلمين ( وليس للإسلام )
· عدم جدوي الحجج التاريخية في هذا السياق .
· حجم التعصب الذي عكسته هذه « القضية » وحجم ما كشفت عنه من عنف وتخلف لدى بعض المسلمين .
· تدخل جهات رسمية عديدة مقابل غياب المجتمع المدني وضعف دور المثقفين.

ان الموضوع الذي أتحدث عنه ليس « المبادرة الدنماركية !» .. فقد أردتُ دفع الحوار معكم ( لما لمسته في مقالكم من جدية ) الى أفاق جديدة تتعلق أساسا بالمستقبل وبضرورة التركيز على النقد الذاتي بدل البحث عن كبش فداء...وبالحساسية (الدينية) المُتضخمة والعابرة للحدود التي تُحاول تبرير أي رد فعل واعتباره مُجرد دفاع شرعي والترويج لخطاب يقوم على الجهل والحقد (المُحول) وعلى خليط من الخوف والاستعلاء والغرور والفراغ والحاجة والكبت...الخ.
ان في تضخيم مثل هذه المواضيع يعكس حاجة البعض الى تعلات لتأكيد ليس فقط حقد الغرب وانما الطبيعة والدوافع الدينية لهذا الحقد ( الأصيل والثابت تاريخيا) على امل تمرير فرضية الصدام الحتمي والدموي وتجذيرها نظريا.
انا اؤكد مثلكم وجود تحامل وعداء وحروب وقرون من الدماء ....ولكني أقدر ايضا حجم المصالح وكمية الجهل وغير ذلك من الأسباب المُعقدة والعوامل المُختلفة والابعاد المتداخلة والتي لا علاقة لها بالدين ....فالكراهية إحساس مُركب .
والتعصب الغربي (وما فيه من كراهية) ليس مُوجها ضد الإسلام لذاته وانما هو ضد كل الأجانب وضد الاختلاف بل وضد بقية التيارات المسيحية الأخرى.. وعليه فمن المغالطة التنظير الى أن الإسلام مُستهدف لذاته، ومن المغالطة الفصل بين الكراهية والجهل فالكراهية ليست فعلا ضد هدف مُكروه لذاته بقدر ما هي خوف من المجهول ومن الاختلاف والمستقبل ..ومن التعدد وفي بعض جوانبها هي مُسايرة لغرائز التسلط و للرغبات البدائية في الانتقام...الخ.

لا اعتقد ان الحداثة الغربية يُمكن تصنيفها (وبشكل قطعي) بوصفها دينية او لادينية سواء بناء على جذورها المسيحية/اليهودية المزعومة، أو لأن "الأحداث تبين بشكل متزايد أهمية الأطراف المحافظة في المجتمعات الديمقراطية ...".
فالحداثة اليوم واحدة وان تعددت ثقافاتها وهي جملة قيم عقلانية/انسانية في طور التشكل وقد انفتحت على عديد الثقافات واستفادت من عدة تيارات ومذاهب وديانات وهي اليوم "تضم" بعد حُروب وصراعات (واستهزاء طويل) شُعوبا ودولا آسيوية ( اليابان مثلا )... ولعلها تتجه اليوم الى بداية « تفاعل » جديد مع العالم العربي والاسلامي .
أعقد انه من أهم أسباب تخلف العرب رفضهم التفاعل مع الحداثة كجملة قيم وتصورات عقلانية وإصرارهم على الخلط بين سياسة الغرب وفكره واكتفائهم منذ بداية النهضة برد الشبهات ودحض التهم والدفاع عن النفس والهوية والماضي.....وعن "خصوصيات" يجب لا فقط ان تبقى بعيدة عن النقد والتحليل بل يجب اعتمادها لتحديد ما يمكن قبوله من الغرب وما يجب رفضه .
والحال ان الحداثة قيم ومنهجية وتصورات وان للحداثة بعض القيم المرجعية التي لا يعلو فوقها الا الشك، فالتسامح والحرية قيم يُدافع عنها لذاتها.
فالحرية أصل جميع الحريات الفردية والجماعية بما في ذلك حرية الفكر والابداع والنشر ..وحرية نقد الديانات وتطويرها وتأويلها .... (وهو جوهر ما قام به الأنبياء حين رفضوا مقدسات القبيلة وديانات الآباء )
فالحرية تختزل كل القيم العقلية وهي الضمان الوحيد للمساواة والكرامة والتقدم والابداع. ..فباسمها حطم محمد أصنام قريش وفي نفس الوقت ترك أهلها طلقاء ( في سابقة تاريخية مؤسسة )...وباسمها بنى المسلمون وفي ظرف قياسي احدى اكبر الحضارات وتفاعلوا مع جميع الاعراق والثقافات... وبفضلها تركت الاندلس للإنسانية درسًا استثنائيا في التعايش والتسامح وانجبت تراثا ثريا.. وباسمها فقط تم الغاء مفعول كل الأيات القرآنية المُتعلقة بالرق وسقطت مؤسسات دينية عتيدة ومفاهيم أصولية/تاريخية ( الذمي ...الجهاد...دار الاسلام ...) ..وباسمها فقط يُمكن اليوم للمرأة التي تُولد في بلد اسلامي ان تتزوج ممن تُحب بقطع النظر عن دينه ...وباسمها فقط يمكن تحديد النسل...وباسمها فقط يظل اي مواطن كامل الحقوق حتى وان غير ديانته ...وباسمها فقط يمكن بناء وطن للجميع وتجاوز التفاصيل د.....
فباسم الحرية فقط يكون المواطنون متساويين وتحفظ حرمتهم الجسدية وتضمن حقوقهم...وكل تضييق عليها باسم اي تأويلات دينية هو تشبث بالبقاء خارج التاريخ، فالحرية لا تحدها غير الحرية والمؤسسات الناشئة في ظلها ومن يطالب بحريته وباحترام الآخرين له لا يلعنهم يوميا، فالاحترام متبادل او لا يكون، اما المطالبة بحرية في اتجاه واحد ( مثل حرية اعتناق غير المسلم للإسلام وحرية احترام لباس المرأة اذا كانت مُحجبة ...) فمُجرد انتهازية سياسية ودعاية ايديولوجية .
أن يرفض امام جامع مفهوم المواطنة وينتقد اي مواطن يغير أفكاره أو ينتقد ديانته فهو حر ..ولكن من غير المعقول ان تتدخل الدولة للتمييز بين المواطنين حسب ديانتهم ومعتقداتهم ومقدساتهم على حساب قيم مرجعية مشتركة.
لماذا هذا الحديث البديهي ؟ لاني لا احتمل سماع من يُطالبون يوميا باحترام الآخرين لهم ...وهم في نفس الوقت ينكرون حقوق الآخرين، فالحرية واحدة والكرامة للجميع والاحترام متبادل او لا يكون.....
وبنفس المنطق فان احترام المقدسات يجب ان يخضع الى نفس المعايير الإنسانية ويجب ان تكون حساسيتنا لأي اعتداء على المقدسات هي نفسها بقطع النظر عن طبيعة المُعتدي او المُعتدى عليه..فآنا لا افهم، باسم أي قيم عقلانية تغلق كنائس ...وتفجر تماثيل وقطارات ...وتقطع رؤوس وايادي في ساحات عامة...ويتكلم البعض عن عنف دفاعي وشرعي وظرفي... ! فماذا لو تدخل البوذيون او بعض عبدة النار لمنع صحفنا ( الحرة ) من التهكم على عباداتهم والمس بما يعتبرونه مقدسات ؟
يا سيدي ان الآخرين ( والغربيين ) ينظرون الينا من خلال حقيقة واقعنا المُخزي ومن خلال حقيقة إيماننا بمثل هذه القيم الانسانية التي نحتمي اليوم بمظلتها... .ومن خلال حقيقة "تسامحنا" الديني والسياسي والإجتماعي...اي من خلال تخلفنا الواضح واعفيك الحديث عن واقع الاقليات العرقية والدينية وحتي واقع السود في مجتمعاتنا "المتسامحة"...هذا ما يهمني في المقام الأول : ما هي الأسباب التي جعلتنا الي هذا الحد قابلين ليُمارس ضدنا كل اشكال الاستهزاء والسخرية والقهر والظلم والسرقة والاحتلال ( لذلك ضربت مثل النفط )...انا يهمني مفهوم القابلية والاستعداد والظروف المُشجعة...وانت تقف مثل القاضي باحثا عن المجرم والجريمة ودوافعها ومرجعياتها...نحن لا نخوض في نفس الموضوع ربما لأني لم اكن واضحا بما فيه الكفاية.
سيدي، أزعجتني خاتمتكم فهي عامة وفيها الشيء ونقيضه بحيث يُمكن ان يجد فيها الجميع ما يدعم مواقفهم فانتم لا تتخذون اي موقف واضح من العنف ولا تعطون اي بعد أخلاقي او قيمي لموقفكم فتُسقطون النقاش في منطق انتقامي والفكر في سجن الأحداث.
فما هي المبادئ او القيم (العقلانية ) التي يمكن من خلالها رفض تلك الكاريكاتورات وفي نفس الوقت تبرير الردود العنيفة التي احدثتها ؟.
انا لا أدعو الى تسامح ظرفي لأنه اليوم وفي قضية الحال في صالحنا، انا أدافع عن التسامح كقيمة وفي كل مكان.
انتم تتكلمون بلغة سياسية وبمصطلحاتها ومفاهيمها ( جدوى، نجاعة، مصلحة، افادة ....) وتختلقون حقا غريبا لم اسمع به من قبل « حق كره الكارهين » وتنبنون تحليلكم علي ما هو آني والحال ان المسألة مبدئية بالأساس

: "أنه ليس ولن يكون أنجع سبيل لمواجهة خطاب الكراهية من خلال اعادة انتاج خطاب كراهية تعميمي مماثل وبالتالي من الضروري دائما التفريق بين خطاب الدفاع عن النفس وحق كره الكارهين وخطاب تعميمي يجعل مثلا من أي دنماركي مسؤولا مباشرة عما نشرته صحيفة جيلاند بوست . وعموما لا يبدو أن ذلك سيكون مفيدا للأقليات المسلمة في أوروبا بما في ذلك المقيمة في الدنمارك."
لماذا الحديث عن اقليات دينية ؟ وعن مقدسات دينية وعن حمايتمها ؟ وعن خطاب الدفاع عن النفس ؟ انا لا افهم هذه اللغة واكره ما فيها من رائحة سياسية وحسابات ظرفية.
سيدي اين تقف المُقدسات والمُحرمات التي « نزلت في شأنها نصوص واصحة » ؟ اين يجب ان تقف الديانات ؟ هل في المساجد والكنائس وفي ضمائر المؤمنين ام على خشبات المسرح وفي قاعات السينما وفي الروايات والصحف.. ؟
ان المنع ممنوع : هذا هو المبدأ وما خالفه استثناء ينص عليها الدستور أويبرره وتنظمه قوانين وتراقبه مؤسسات ديمقراطية ، اما المنع باسم الدين فاعتقد انه يفتح الباب أمام الاعتباطية والتوظيف ويشجع عقلية المنع لتتدخل في كل شيء وفي الحياة الخاصة ( السعودية اليوم و طالبان بالأمس ) فالمنع ايديولوجيا اقصائية رهيبة تتضخم بسرعة وليس اسهل من تبرير ادواتها .
فايهما خيار العقلانية والمستقبل والسلام..: "حق كره الكارهين" ( وما قد يعنيه من حرب أهلية و من تبرير للعنف الدفاعي ) ام حق الجميع في التعبير والنقد ونقد النقد والتظاهر والضغط السياسي والتداول والتقاضي.. ؟
سيدي يموت سنويا عشرات المسلمين وتفجر جوامع وتدنس مقدسات في حروب مذهبية عدبيدة ( في الهند وباكستان وسيريلانكا ....) فهل يبرر ذلك التنظير للعنف الدفاعي؟ ان الاحداث لا تبرر القيم ولا تمنحها أي شرعية بل العكس هو الصحيح..ان الساسة يتكلون لغة دفاع وانتقام..
.ان من يريد صنع التاريخ اوتفسيره يترفع عن المزايدات ويتطلع الى المستقبل ويحتكم الى العقل وقيمه ويرفض منطق رد الفعل ويفكر فقط في البناء الايجابي ( وليس الهدم والانتقام والدفاع والمنع...)..كذلك فعل الرسول قديما وكذلك فعلت جنوب افريقيا مع ما هو ابشع من مجرد الكراهية وكذلك يجب ان نفعل مع الكراهية غربية كانت او وطنية ....
انت تونسي وتعلم مثلي ان بورقيبة خاض معارك طاحنة ضد التجنيس باعتباره كفرا ومسا بالمقدسات...الخ وأنه صمت ابان محنة الطاهر الحداد....وانه سبق وندد بالسفور ...فكل ذلك كان سياسة في سياسة... لقد كان واضحا ان التجنيس كقضية فكرية ودينية مسألة تافهة...

سيدي ان التاريخ يتقدم بانتزاع مناطق حرية من مناطق نفوذ الدين.
فاليوم حين نعلم ان التونسيين انتظروا فتوى لأكل الشكلاطة... وسجنوا الشيخ الثعالبي لنقده للأولياء ...وأهانوا الطاهر الحداد...نتأكد ان التاريخ لا يصنعه الساسة والمفكرون المتواطئون مع الحس الشعبي المُتكلس بل أولئك الذين يتخذون مسافة مع ما يعتبره العامة مقدسات وثوابت...وان المفكر هو من يبتعد قدر الامكان عن تأثيرات الظرف السياسي دون تجاهلها .

سيدي اخاف كراهية الغرب لنا بنفس القدر الذي اخاف به ممن يزعمون التصدي لهذه الكراهية ..فكراهية رد الفعل ابشع وقد شهد العالم ( في الجزائر بالامس والعراق اليوم ) ضد من يوجه كارهُو الغرب عنفهم.
ان من حق اي مواطن ان ينتقد الدين ( او بعض تأويلاته ) اوان يوظفه فنيا كما من حقه ان يدافع عنه.

سيدي ان المقدسات مفهوم غامض يمكن تمطيه (فهي تشمل في السعودية سياقة المراة للسيارة والاختلاط ..) وعليه لا بد من الاحتكام الى مفاهيم وآليات وقيم ليس فقط اوضح ولكن يمكن تطويرها ديمقراطيا ومناقشتها دون تشنج .

سيدي هل في كتابات نصر حامد ابو زيد استهزاء او تهجم على الرسول ؟ هل بامكان الفاضل الجعايبي ان يعيد اليوم توظيف حديثا نبويا مثلما فعل في شريط "عبور" ؟ هل من حق اي شخصية فنية داخل عمل فني ان تسخر من الديانات والمقدسات والمؤسسات والسلطات ؟ هل من حق يوسف شاهين ان تكون له قراءة شخصية لسيرة النبي يوسف ( شريط الآخر) او القائد صلاح الدين (الناصر صلاح الدين) ؟..هل من حق فناني اليوم ان يكونوا بنفس جرأة شعراء الأمس ؟ لماذا لا يجوز لمفكري اليوم ان يذهبوا الى ما ذهب اليه اسلافهم المستنيرون او الى ابعد منه ؟ لماذا يريد البعض ان يفرض علينا دينا هشا في حالة طوارئ ودفاع متواصل ؟

سيدي لقد عبرتم عن أفكاركم منذ المقدمة لا كنتيجة لتحليل سابق بل كفرضيات توليتم تبريرها من خلال استطرادات لا علاقة لها بأصل الموضوع .
فـ"ملاحظة تواصل ثقل الارث الثقافي الطويل لرؤية عنصرية تروج الكراهية تم تبريرها ولفترة طويلة علي أسس دينية " امر هام ولكن الأهم هل ان حادثة الكاريكاتور تأتي لتعبر عن تزايد هذا الإرث الغربي وما فيه من كراهية دينية ام عن بعض آخر معاركها؟ وهل هي تكشف تزايد خطاب الكراهية لدى الغرب ام لدى المسلمين ؟ هل من معنى بمناسبة الحديث عن هذه الحادثة، للتمييز بين الهجوم والدفاع ؟ هل ان ما نعيشه من تقوقع حول هوية مُتجمدة مقبول لأنه توجه دفاعي؟ .

لا اعتقد ان للموضوع علاقة بقضية التصوير ( لا تحريمه ولا بجوازه، لا تاريخه ولا قواعده الفنية..) ولا اعتقد ان للقضية المطروحة علاقة ما بموضوع التصوير كوسيط ( لأي خطاب سواء كان خطاب حب او كراهية ) و استغرب مقالكم وخاصة عنوانه الذي يتكلم باسم " رؤية فنية " خلا المقال من اي اثر لها كما اني استغرب عدم دقته ( فهو يتحدث عن صور كاروكاتورية ويخلط بين اللفظين ويغوص في تاريخ التصوير والحال اننا امام كاريكاتور ) ويخلط المقال بين عدد من المصطلحات ( "غالبية الشارع العربي والاسلامي" والمسلمين والاسلام ...) بحيث يكاد يعوض بعضها بعضا .
كما أنى أجد جل فرضياتكم ضعيفة:
· الاولي مُعلنة : تبني فرضيات صاموئيل هنتنغتون (Samuel Huntington) في المجالين الفكري والسياسي بل وحشر الموضوع في اطار هذه الزاوية الضيقة والتي لا هي تاريخية ولا فنية.
· والثانية ضمنية : ان كل العرب والمسلمين يرفضون هذه الكاريكاتورات ويرفضون ما (قد يكُون) في بعضها من حقد وكراهية وان حجم الرفض كبير عدديا وهو ما يعني ان المسألة خطيرة من الناحية الفكرية وان هذا الرفض الكبير مُرتبط بحجم الاهانة التي لحقت المقدسات .وان حجم هذه الاهانة يُمكن ان يُبرر الردود العنيفة والاعقلانية التي حصلت .


انتم تهاجمون عدوا اختلقتموه واختلقتم صفاته ، فحسب علمي ليس هنالك اي جهة يمكن ان يطلق عليهم " المدافعين عن نشر الصور" ( وقد اتهموتموهم بانهم لم يحققوا قطيعة ابستيمولوجية مع القيم القروسطية ) فهنالك من رأى في ردود الفعل غير المتناسبة ( وعدم التناسب اهم نقطة في هذا الموضع ) خطرا على بعض القيم الإنسانية وتهديد لحرية التعبير والابداع و هنالك من توجس من ربط القيم المرجعية بسقف ديني وبتحالفات سياسية ظرفية.
كل ما في الامر ان البعض لم يفهم ردود الفعل العنيفة طالما ان الحقوق مضمونة (الاختلاف والاحتجاج والتظاهر والمعارضة والتقاضي... ) افليس من حق الدنماركي ان يتسائل امام بعض ما حدث عن حقيقة الولاء الوطني لبعض المسلمين وعن مدى التزامهم بالقيم والقوانين المشتركة واحتكامهم للمؤسسات المختصة .
فلم اسمع من دافع عن هذه " الصور" ( الضعيفة فنيا) بل سمعت من حذر من زحف الفكر الديني القروسطي المُمول بالبترودولار على القيم العقلانية والقيم الانسانية المشتركة. وانا شخصيا ، رغم رفضي لبعض تلك الكاريكاتورات، اخاف وانا اسمع يوميا عن روايات وافلام تُمنع وعن تصفيات طائفية مُرعبة.

الحل المغلوط وعقدة اليهود :
منذ المقدمة اشعر بعقدة اليهود وعقلية التجريم فغاية ما تطالبون به معاملة مماثلة لليهود من خلال "تجريم الخطاب العنصري ضد الاسلام والمسلمين كما حدث بالنسبة لليهودية واليهود في غالبية ( !!!!؟ ) الدول الاوروبة " .
فبعد الادعاء بان جوهر المشكل ديني/ثقافيّ، تقترحون حلا سطحيا ( وقانونيا) وبعقلية دينية ( القياس ) تستحضر حلول لاتاريخية ( anachronique ) وغير مبدئية وغير متناسقة وسلبية ( هدفها منع شيء وليس فعل شيء ) .
ان الأصل في الأمور الإباحة وان استثنائية الوضع اليهودي/الصهيوني تعود الى أسباب تاريخية/سياسية لا يمكن ان يُقاس عليها فهي حالة خاصة وزائلة بزوال أسبابها والمنطق يفرض الا نقيس على ما هو استثنائي.
فالقوانين المُستشهد بها تعكس موازين قوى مُعينة في مرحلة مُحددة ولا تعبر عن قيم انسانية بل انها محل سخرية من قبل كل عقلاء العالم، فكيف نندد بقوانين تسجن الناس من اجل أفكارهم يعتبرها بعض المتطرفون مقدسات ( التشكيك بالمحرقة مثلا ) ونطالب بحماية قانونية مماثلة لما نعتبره نحن مقدسات ؟ .
ان في حقوق الانسان والقيم الانسانية المشتركة حماية كافية للأديان والاقليات ولا أرى ما يبرر اي حماية خاصة للمسلمين او الملحدين اوالهندوس او اليهود اوالمثليين او السود ...فالمفروض ان يخضع الجميع الى نفس القيم والمبادي في ظل القانون وسيادة الدولة الوطنية ومؤسساتها.
ثم انكم تدعون ان الكراهية الغربية كانت مٌوجهة أساسا ضد اليهود، فكيف نجح اليهود في فرض الاحترام ؟ هل بمجرد القوانين ؟ .
سيدي انا تزعجني العصبية المعاصرة ( النصرة الدينية والطائفية والايديولوجية...) العابرة للحدود والتي تخترق حدود المنطق والوطنية.. فكما لا احتمل تدخل يهود امريكا وخاخامات اسرائيل واللوبيات الصهيونية الروسية والتجمعات اليهودية العالمية....كلما قام مُواطن في أقصى الدنيا بالتشكيك في المحرقة، يزعجني وبنفس القدر تجند مُهمشي كندهار وأميي اسلاماباد للإحتجاج بشكل عنيف ضد أي كتاب سويدي او قصة بريطانية يشتم منها رائحة مخالفة للدين .
ان مثل هذه القضايا الجزئية المتكررة ( الحجاب في المدارس الفرنسية منذ سنة ) تُشوه صورتنا وتُهمش قضايانا وتُسطح وعينا ولا تخدم الا المتطرفين ودعاة الصدام... في مرحلة نحن بحاجة الى الحرية والتسامح والنقد الذاتي والفعل.
سيدي أخشى ( وبعض مصطلحاتكم توحي بذلك ) انكم تتكلمون من داخل موقع إيديولوجي مُعين .
مع اصدق تحياتي وارجو الا يزعجك تبعثر هذه الأفكار وما قد يكون فيها من مُشاكسة .

 

Post a Comment

<< Home