Thursday, December 01, 2005

What some Arabs like to hear about Islamic art

This is an Arabic translation of one of Titus Burkhardt's notes on Islamic art in his book on "Sacred Art". The translation appeared in al-Quds al-Arabi (Dec.1st). Burkhardt, a Swiss art historian, is someone who really does not give much attention to empiric findings... he likes the very abstract, little based, and generic statements that can fit anywhere... Sadly that's precisely why he is loved by many in the Arab World... The following is a good example of both: Burkhardt's empty statements and the kind of passionate abstract jargon that some Arabs like to hear (and translate) when they think of Islamic art...

في أسس الفن الإسلامي: علي الفن ان يتوافق مع القوانين المتأصلة في الاشياء
القدس العربي
2005/12/01
تعريب رضا حسحس
الله جميل يحب الجمال قول للنبي (ص)ان الوحدة في ذاتها محسوسة بشكل بارز، ومع ذلك فهي تعرض نفسها للعقل الانساني فكرة تجريدية. ان هذه الواقعة واضافة الي بعض الاعتبارات المعينة المرتبطة بالعقلية السامية تشرح الطابع التجريدي للفن الاسلامي. لقد تركز الاسلام علي الوحدة ، والوحدة لا يمكن التعبير عنها بمصطلحات اي صورة من الصور.مع ذلك فان تحريم الصور في الاسلام ليس هو تحريماً مطلقاً. فالصورة المسطحة متسامح بها كعنصر في الدنيوي شريطة ان لا تشير الي الله، ولا الي وجه النبي، ومن جانب آخر فان الصورة التي تُسقط ظلاً يجري التسامح معها بشكل استثنائي حين تُصوَّر حيوانا مؤسلباً كما يحدث ذلك في عمارة القصور او في الحلي والمجوهرات. ومن وجهة عامة فان تصوير النبات والحيوانات الخيالية اللاواقعية هو امر مسموح به بصريح العبارة، لكن في الفن المقدس فان الاشكال الوحيدة المسموح بها هي الاشكال النباتية المؤسلبة.ان لغياب الصور في المساجد غرضين، الغرض الاول هو غرض سلبي ويعني استقصاء حضوراً قد يضع نفسه مقابل حضور الله، والذي يمكن اضافة الي ذلك ان يكون مصدر اثم بسبب عدم كمال الرموز جميعها. اما الغرض الثاني الايجابي فهو الذي يؤكد تعالي الله لكون الجوهر الالهي لا يمكن مقارنته بأي شيء آخر مهما كان.ان للوحدة حقا جانبا مشاركا بقدر ما هي synthesis اي تركيباً للمتعدد ولمبدأ التماثل، انها من هذا الجانب كون الصورة الإلهية تقتضي الوحدة وتعبر عنها بطريقتها الخاصة، لكن الوحدة هي ايضا مبدأ التمايز لأنها وبسبب وحدتها الجوهرية ان كل كائن كونه متميزا عن كل الآخرين بمنحي كونه فريدا ينأي عن الالتباس والاستبدال. يعكس هذا الجانب الأخير للوحدة وفي غاية المباشرة تعالي الوحدة السامية ولا تبدليتها وتوحدها المطلق. وفقاً للصيغة الجوهرية للاسلام لا يوجد معبود آخر غير الله، لا اله الا الله ، ومن خلال التمييز لمستويات مختلفة للواقع يجتمع كل شيء تحت القبة اللانهائية للوحدة السامية، وفي الآن الذي يجري الاقرار فيه بالمتناهي بما هو عليه فانه سيتوقف عن اعتباره موازياً للامتناهي، ولهذا السبب بالذات فان المتناهي يعيد دمج ذاته باللامتناهي.من وجهة النظر هذه فان الخطأ الجوهري هو اسقاط طبيعة المطلق في النسبي وذلك بالاسناد الي النسبي استقلالا لا يخصه، المصدر الاول لهذا الخطأ هو المخيلة، او بدقة اكثر هو الوهم . ولهذا السبب كان المسلم يري في الفن التشخيصي اعلانا آثماً ومعديا للخطأ المذكور. ففي رأيه ان الصورة تعرض نظاماً من الواقع في داخل نظام آخر. والوقاية الوحيدة والفعالة ضد ذلك هي الحكمة التي تضع كل شيء في مكانه الصحيح. اما فيما يخص الفن فهذا يعني ان كل ابداع فني يجب معالجته وفق قوانين حقل وجوده، وينبغي جعل هذه القوانين قوانين جلية، فالعمارة علي سبيل المثال يجب ان تظهر التوازن الساكن وحالة الكمال للأجسام اللامتحركة متمثلا في الشكل المنتظم للكريستال.يحتاج هذا القول الأخير حول العمارة الي بعض من الاسهاب. يلوم البعض العمارة الاسلامية بكونها قد اخفقت في ابراز الجانب الوظيفي لعناصر البناء كما تفعل عمارة عصر النهضة التي تعزز عناصر التحميل وخطوط التوتر، وبالتالي فانها تضفي علي العناصر البنائية نوعاً من الوعي العضوي. لكن وفقا للمنظور الاسلامي فان القيام بذلك لا يعني ضمنا سوي الارتباك بين نظامين للواقع، وافتقاراً للاخلاص الفكري، ان كانت الأعمدة النحيلة قادرة علي ان تحمل ثقل القبة، ما الفائدة اذن من الاسناد اليها علي نحو مصطنع حالة من التوتر الذي ليس هو في الحقيقة من طبيعة الجماد؟ومن جانب آخر فان العمارة الاسلامية لا تبحث عن الغاء ثقل الحجر وذلك بمنحه حركة متعالية كما يفعل الفن القوطي، فالتوازن الساكن يتطلب الثبات ولكن المادة الخام فيما هي عليه تكون قد تخففت واصبحت شفافة بنقش الارابسك المحفور وبمنحوتات في شكل المقرنصات التي تعرض الافا من السطيحات للضوء وتضفي علي الحجر والجص خاصية الجواهر الثمينة. ان قناطر قصر الحمراء علي سبيل المثال او بعض المساجد في شمال افريقيا تهجع في هدوء كامل وفي ذات الوقت تظهر وكأنها منسوجة من رعشات وضاءة. انها اشبه بضوء متبلر، ماهيتها ـ كما يمكن للانسان القول ـ الأعمق ليست من حجر بل النور الإلهي، العقل الخلاق الذي يهجع بسرّانية في كل الاشياء.هذا يوضح بأن موضوعية الفن الاسلامي ـ اي غياب الدافع الذاتي، او ما يمكن للمرء دعوته بـ السراني ـ لا علاقة له بالعقلانية. وفي كل الاحوال ما هي العقلانية سوي كونها تحدد الذكاء علي مقاس الانسان وحده فقط؟ ومع ذلك هذا هو بالضبط ما يفعله فن عصر النهضة من خلال ترجمته العضوية التجسيمية الذاتوية للعمارة. ليس هناك سوي خطوة واحدة ما بين العقلانية والهوي الفردي ومنها باتجاه المفهوم الآلي للعالم. لا يوجد شيء من هذا النوع في الفن الاسلامي، فجوهره المنطقي يبقي دوماً جوهراً منطقياً لا شخصياً، ونوعياً. ان العقل حقا وفقا للمنظور الاسلامي هو فوق كل سبيل قبول للحقائق المكشوفة للانسان. وهذه الحقائق ليست باللاعقلانية ولا كونها عقلانية فحسب. وفي هذا تكمن نبالة العقل وبالتالي نبالة الفن، ولذلك فان القول بأن الفن هو منتوج العقل او منتوج العلم كما يفعل معلمو الفن الاسلامي لا يعني ابدا ولا بأي معني كان أن الفن عقلاني وينبغي الحفاظ عليه خلواً من الحدس الروحي، بل العكس تماما، لأن العقل في هذه الحال لا يشل الإلهام بل انه يمهد السبيل باتجاه الجمال الفردي.ان الفارق الذي يفصل الفن التجريدي للاسلام ويميزه عن الفن التجريدي الحديث يمكن ان تكون قد تمت الاشارة اليه هنا. يجد الحديثون في تجريداتهم استجابة اكثر فورية واكثر طلاقة ابدا واكثر فردانية وفقا للدوافع اللاعقلانية الآتية عن طريق اللاوعي. بالنسبة للفنان المسلم، ان الفن التجريدي هو تعبير لقانون يظهر بقدر ما يمكن من المباشرة الوحدة في التعددية. ان كاتب هذه السطور القوي في خبرته بالنحت الاوروبي بحث مرة أن يأخذه احد معلمي التزيين في الشمال الغربي لافريقيا ـ اي المغرب ـ مساعدا له. ماذا ستفعل؟ قال له المعلم: ان كان عليك تزيين جدار مسطح كهذا؟ سأضع تصميما من شجيرات الكرمة وأملأ تعرجاتها والتواءاتها برسومات لغزلان وأرانب. الغزلان والأرانب وحيوانات اخري موجودة في كل مكان في الطبيعة . اجاب العربي: لماذا تعيد رسمها اذن. ـ اي رسم هذه الحيوانات ـ ؟ لكن ان ترسم ثلاث اشكال هندسية لورود ـ واحد من هذه الاشكال باحد عشرة جزءاً واثنان بثمانية وان تصلهم في الأعلي بطريقة بحيث تملأ هذا الفضاء، تماما. هذا هو الفن . ويمكن القول ايضا ـ وهذا قد تم توكيده من قبل معلمين اسلاميين ـ بأن قوام الفن هو صياغة الموضوعات بطريقة متطابقة مع طبيعتها، لأن لهذه الطبيعة مضمونا فعليا من الجمال لكونه آتيا من الله . وكل ما علي الانسان فعله هو ان يطلق هذا الجمال ليجعله مرئيا. وفقاً للمفهوم الاسلامي الأكثر عمومية ليس الفن اكثر من نهج في تعظيم المادة وتشريفها. ہہہان المبدأ الذي يطالب بأن علي الفن ان يتوافق مع القوانين المتأصلة في الاشياء التي يتعامل معها ليس أقل احتراماً في الفنون الصغري كما في صناعة البساط علي سبيل المثال، وهي الحرفة الخاصة بالعالم الاسلامي. فالتقيد بالاشكال الهندسية وحدها الوفية للسطح المستوي للتكوين وغياب الصور المدعوة كما ينبغي صورا قد اثبت أنه ليس عائقاً للخصب الفني، لا بل العكس هو الصحيح، اذ ان كل قطعة ـ ما عدا هذا الكم الكبير المنتج للسوق الاوروبية بشكل خاص ـ من هذه القطع تعبر عن بهجة خلاقة.ان تقنية البساط المنسوج عقدا ربما هي ذات اصل بدوي بالضبط. فالبساط هو الاساس الحقيقي للبدو، وفي البسط البدوية الاصل باستطاعة الانسان العثور علي العمل الأكثر كمالا والأكثر اصالة. ان البسط ذات المنشأ المديني غالباً ما تظهر بعضا من التنميق المصطنع الذي يجرد الاشكال والألوان من قوتها الفورية وايقاعها. ان فن صناعة البساط اليدوي يفضل تكرار الاشكال الهندسية المرسومة والمحددة بقوة، ويفضل كذلك التناوبات المفاجئة للتناظر المائل. تفضيلات مماثلة تكاد ان تكون تفضيلات في كل عموم الفن الاسلامي، وهو امر ذو مغزي فيما يخص الروح التي تعلن عنها هذه التفضيلات، فالذهنية الاسلامية تظهر علاقة علي المستوي الروحي ما تظهره الذهنية البدوية علي المستوي السايكولوجي: احساس حاد بهشاشة العالم وايجاز للفكر والفعل وسجية للايقاع، وكلها سجايا وخصائص بدوية.عندما فتح واحد من الجيوش الاسلامية الاولي فارس، وجد في القاعة الملكية العظيمة لستيسيفون سجادة ربيع هائلة الحجم بتزيينات من الذهب والفضة. لقد اخذت مع غنائم اخري الي المدينة حيث جري قصها بكل بساطة الي العديد من القطع بقدر ما وجد من اصحاب قدامي للنبي.ان هذا الفعل الظاهر من تخريب للنفائس لم يكن متطابقا مع قواعد الحرب فقط كما اعلنها القرآن، بل قد اعطي تعبيراً ايضا للشك العميق الذي شعر به المسلمون تجاه كل عمل للانسان الذي يبحث عن ان يكون مطلق الكمال او خالدا. سجادة ستيسيفون كانت قد صورت وعلي نحو من الصدفة الفردوس الأرضي، وتقسيمها بين رفاق النبي لم يكن خالياً من المعني الروحي.ينبغي القول ايضا بأنه رغم ان عالم الاسلام والذي كان متماداً الي حد ما مع الامبراطورية القديمة للاسكندر، ويتضمن العديد من الشعوب ذات التاريخ الحضري الطويل، ومع ذلك فان الامواج الإثنية (العرقية) التي جددت دوريا حياة هذه الشعوب وفرضت عليها سيطرتها وتفضيلاتها، قد كانت ذات اصول بدوية دائما، العرب والسلاجقة والاتراك والبربر والمغول. من وجهة عمومية فان الاسلام ينضم بصعوبة مع ترسيخ مديني وبورجوازي.آثار الذهنية البدوية يمكن العثور عليها في العمارة الاسلامية حتي، رغم ان العمارة تخص الثقافات الحضرية أولا بأول، ولهذا فان للعناصر البنائية كالأعمدة والاقواس والمداخل بعضا من الاستقلال رغم وحدة الكل: اذ ليس هناك من استمرارية عضوية بين العناصر المتنوعة للبناء، وان صدف وجود حالة من تلافي الرتابة ـ رغم ان الرتابة ليست دائماً بالأمر الذميم ـ فانه لا يجري تجنبها عن طريق التمييز التدريجي لمجموعات عناصر متشابهة بقدر ما يتم ذلك عن طريق تغييرات قاطعة واضحة المعالم. المقرنصات من الجص المعلقة من السطوح الداخلية للاقواس واشكال الارابسك التي تسجّد الجدران تبقي حياً بعضا من ذاكرات الاثاث البدوي بما في ذلك البسط والخيام.ان المسجد البدائي في شكل قاعة فسيحة للصلاة وسقف ممتد افقي بدعائم من أيكة دعائم النخيل يقرب من البيئة البدوية. حتي عمارة مرهفة كعمارة جامع قرطبة بقناطره المنضدة فانها تذكره بأيكة النخيل. اما الضريح ذو القبة وقاعدة مربعة فانه يتوافق في ايجازه للشكل مع الروح البدوية.القاعة الاسلامية للصلاة وعلي خلاف مع الكنيسة او المعبد لا مركز لها تتجه العبادة نحوه، فتجمّع المؤمنين حول مركز والذي يميز المسيحية يمكن رؤيته في زمن الحج الي مكة، فقط في الصلاة الجماعية حول الكعبة. في كل مكان آخر يتجه المؤمنون في صلواتهم نحو ذلك المركز البعيد الخارجي بالنسبة لجدران المسجد.لكن الكعبة ذاتها لا تمثل مركزاً مقدسا يمكن مقارنته بالمذبح المسيحي، ولا تتضمن ايضا اي مركز يمكن ان يكون داعماً مباشرة للعبادة، لكونها فارغة وفراغها يكشف عن ملمح اساسي للموقف الروحي للاسلام. بينما العبادة المسيحية تواقة للتركيز علي مركز محسوس ـ لكون الكلمة المجسدة هي مركز في المكان وفي الزمان معا، وبما ان القربان المقدس لا يقل عن كونه مركزا، فان وعي المسلم للحضور الإلهي قائم علي الشعور باللامحدود، فهو يرفض كل موضعة للمقدس ما عدا الذي يعرض نفسه في شكل فضاء بلا حدود. ومع ذلك فان المخطط المتحد المركز ليس بالأمر الغريب بالنسبة للعمارة الاسلامية، لأن هذا هو مخطط الضريح المسقوف بقبة. ان الطراز البدئي لهذا المخطط قد انوجد في بيزنطة كما انوجد في الفن الاسيوي حيث يرمز الي وحدة السماء والارض، الجسم المستطيل الشكل للبناء متطابقاً مع الأرض، والقبة الكروية مع السماء. تمثل الفن الاسلامي هذا الطراز بينما اختزله فيها الي انقي وأجلي صيغة: ما بين الجسم المكعب والقبة القوطية القوس تقريبا طبل ثماني الاضلاع عادة ما يُدخل. ان الشكل الكامل والواضح علي نحو بارز لمثل هكذا بناء يمكن ان يهيمن علي الفساحة اللامحدودة لمنظر صحراوي كامل. كضريح قديس. انه مركز روحي للعالم حقا.ان النزعة الهندسية التي تؤكد نفسها بقوة كبيرة في الفن الاسلامي تتدفق مباشرة من نوع التأملات الأثيرة للاسلام، والتي هي تجريداً لا اسطورية. فضلا عن ذلك لا يوجد رمز افضل في النظام البصري للتعقيد الداخلي للوحدة. للممر من الوحدة التي لا تتجزأ لـ الوحدة في التعددية او التعددية في الوحدة : من تواليات الاشكال الهندسية المنتظمة المتضمنة في داخل دائرة او من تعددية السطوح المنتظمة المتضمنة داخل كرة.القيمة المعمارية لقبة تستريح علي جسم رباعي والمتصلة بطرق متعددة مختلفة كانت قد تطورت بوفرة في البلدان الاسلامية لآسيا الصغري. لقد اشيد هذا الاسلوب علي فن البناء بالآجر ومنه فان العمارة القوطية بكل تأملاتها الروحية قد تكون قد تلقت بواعثها الأولية. ان احساس الايقاع الفطري المتأصل في الناس البداوة والروح الهندسية وهما القطبان اللذان تحولا الي نظام روحي يحددان الفن الاسلامي بكليته. وجدت الايقاعية الهندسية تعبيرها الأكثر مباشرة في علم العروض العربي الذي وسع تأثيره وصولا للتروبادور الشعراء الجوالة المسيحيين، بينما يخص علم الهندسة التأملي التراث الفيثاغورثي فقد تم أخذه بشكل مباشر من قبل الفن الاسلامي.
من كتاب الفن المقدس: شرق، غرب تيتوس بوركهارت

0 Comments:

Post a Comment

<< Home